الزائر نجاد، والمزور لبنان، والوزر ــ حسب الجوهري ــ الإثم والثقل والسلاح، فهذه الزيارة ليست زيارة عادية أبدا، فهي محملة بالمعاني مثقلة بالدلالات، معاني السياسة ودلالاتها، وأوزار الحرب والسلاح.
لقد جاء نجاد من بلد تحول على يديه إلى كومة من جمر الغضب تحت رماد القوة، إلى بلد ملتهب بالطائفية، مشتعل بالسياسة، غارق حتى أذنيه في الانقسامات، وللزائر دور في هذا كله، دور يعلمه هو ويعلمه الفرقاء اللبنانيون فمستبشر ومتوجس.
الرسالة واضحة للعالم أجمع، وهي أن إيران ليست بعيدة عن إسرائيل، بل هي قابعة بقوتها ورجالها وسلاحها وأموالها على حدودها الشمالية، وأن أي سعي لحل القضية الفلسطينية ــ التي لم تزل إيران ترفعها شعارا ــ لن يمر دون إيران، وأن أي استقرار منشود في لبنان لن يكون دون مباركة إيران، وقد أرسل من قبل رسائل تتعلق بالعراق وغزة وغيرها.
إيران مقبلة على مزيد من الضغوط فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وهي تريد أن تستعرض كل قوتها ونفوذها في المنطقة قبل مواصلة المفاوضات، وقد أثبتت قوتها في العراق وهذه أشهر تمضي على الانتخابات، ولم يستطع الخصوم العراقيون أن ينفذوا من سم خياط إيران، وها هي هذه الزيارة تثبت قوة إيران في لبنان وقدرته على التحكم بتوافقاته وتخالفاته، وقد حمل حزب الله نفسه إثبات هذه القوة عبر تهديد السلم الأهلي الذي يلوح به بعد تداعيات المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري، كما أثبت من قبل خلال غزوة بيروت.
ثمة استياء دولي من هذه الزيارة وما ترمز له، أمريكيا وأوروبيا، وفي العالم العربي وبعيدا عن لباقة العبارات الدبلوماسية، وهدوء التصريحات السياسية، إلا أن الجميع يتوجس خيفة من الزيارة، ويرقب المشهد بحذر شديد، لأن الكل يعرف أن طموحات إيران للتوسع والنفوذ لا يقصد بها إلا الدول العربية.
سخونة لبنان في تصاعد منذ الإعلان عن الزيارة حتى هبوط نجاد بالأمس في مطار رفيق الحريري، وسيره آمنا مطمئنا خارجا من سيارته يلوح للجموع، على شوارع وأرض لم تستطع حماية رئيس وزرائها من الاغتيال فيما مضى.
لبنان مشدود الأعصاب مليء بالتخندق متخم بالشعارات في الفترة الأخيرة ، وعسى أن تكون عاقبة هذه الزيارة خيرا.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
لقد جاء نجاد من بلد تحول على يديه إلى كومة من جمر الغضب تحت رماد القوة، إلى بلد ملتهب بالطائفية، مشتعل بالسياسة، غارق حتى أذنيه في الانقسامات، وللزائر دور في هذا كله، دور يعلمه هو ويعلمه الفرقاء اللبنانيون فمستبشر ومتوجس.
الرسالة واضحة للعالم أجمع، وهي أن إيران ليست بعيدة عن إسرائيل، بل هي قابعة بقوتها ورجالها وسلاحها وأموالها على حدودها الشمالية، وأن أي سعي لحل القضية الفلسطينية ــ التي لم تزل إيران ترفعها شعارا ــ لن يمر دون إيران، وأن أي استقرار منشود في لبنان لن يكون دون مباركة إيران، وقد أرسل من قبل رسائل تتعلق بالعراق وغزة وغيرها.
إيران مقبلة على مزيد من الضغوط فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وهي تريد أن تستعرض كل قوتها ونفوذها في المنطقة قبل مواصلة المفاوضات، وقد أثبتت قوتها في العراق وهذه أشهر تمضي على الانتخابات، ولم يستطع الخصوم العراقيون أن ينفذوا من سم خياط إيران، وها هي هذه الزيارة تثبت قوة إيران في لبنان وقدرته على التحكم بتوافقاته وتخالفاته، وقد حمل حزب الله نفسه إثبات هذه القوة عبر تهديد السلم الأهلي الذي يلوح به بعد تداعيات المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري، كما أثبت من قبل خلال غزوة بيروت.
ثمة استياء دولي من هذه الزيارة وما ترمز له، أمريكيا وأوروبيا، وفي العالم العربي وبعيدا عن لباقة العبارات الدبلوماسية، وهدوء التصريحات السياسية، إلا أن الجميع يتوجس خيفة من الزيارة، ويرقب المشهد بحذر شديد، لأن الكل يعرف أن طموحات إيران للتوسع والنفوذ لا يقصد بها إلا الدول العربية.
سخونة لبنان في تصاعد منذ الإعلان عن الزيارة حتى هبوط نجاد بالأمس في مطار رفيق الحريري، وسيره آمنا مطمئنا خارجا من سيارته يلوح للجموع، على شوارع وأرض لم تستطع حماية رئيس وزرائها من الاغتيال فيما مضى.
لبنان مشدود الأعصاب مليء بالتخندق متخم بالشعارات في الفترة الأخيرة ، وعسى أن تكون عاقبة هذه الزيارة خيرا.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة